كتبتُ على مدى أكثر من عقدين من الزمن عشرات المقالات عن الطفل، الأمانة التي أؤتمنا عليها جسداً وعقلاً وروحاً، وكتبتُ كثيراً عن الأخطاء التي يرتكبها المجتمع تجاه الطفل وكثير منها تُعتبر جرائم اجتماعية تستحق المساءلة والعقاب، وحاولتُ جاهداً على مدى عقد من الزمن أن أقدم صوراً يتجسد فيها ضياع حقوق الطفل، وكل المقالات نشرت في كتابي «آفاق من الحياة»، فكتبت في 19 مايو 1996م، مقالاً بعنوان «لا ضرر ولا ضرار» أوضحت فيه بالأبحاث والدراسات بعض الآثار السرطانية الفتاكة التي قد تصيب الطفل الجنين وهو مازال في بطن أمه نتيجة تدخين الأم أو استنشاق الدخان نتيجة مجالسة الأم لمدخنين وهو ما يسمى بالتدخين السلبي، وكيف تنتقل عشرات المركبات والمواد السرطانية إلى دم الجنين وتستمر في دمه أشهراً عديدة، وكيف أن هناك قوانين صارمة تحمي الطفل والجنين من دخان السجائر في كثير من الدول الغربية على غرار الدول العربية والإسلامية.
وكتبت في شهر يوليو لعام 1997م، مقالاً بعنوان «أطفالنا أمانة في أعناقنا» تحدثت فيه عن وجوب وضع الأطفال في المقعد الخلفي وارتداء حزام الأمان الخاص بهم ووضع من هم دون الثالثة في المقعد المخصص لهم، وكيف أن ذلك قد أدى -بمشيئة الله- إلى خفض عدد القتلى من جراء حوادث السيارات في أمريكا بما يعادل عشرة آلاف وفاة في العام الواحد، وكيف أن رجال الشرطة في أمريكا وكثير من الدول الغربية يقومون بإيقاف السيارات للتأكد من سلامة وضع الأطفال وإعطاء مخالفات صارمة لمن يُخالف هذه القوانين.
كما قدمت إحصائيات من تقرير آنذاك نشر في يونيو لعام 1997م، يفيد أن حوادث السيارات تشكِّل أكثر أسباب الوفاة شيوعاً في السعودية وفقاً للتصنيف الدولي للوفيات وينتج عن حوادث المرور في السعودية وفاة شخص كل 3 ساعات، وإصابة 5 أشخاص كل ساعتين أي ما معدله 68 قتيلاً ومصاباً يومياً، بالإضافة إلى حدوث مئات العاهات المستديمة لأطفال يعيشون بها طوال حياتهم نتيجة هذه الحوادث.
وكتبت في 24 مارس لعام 1998م، مقالاً بعنوان «الطفولة فرصة لا تعوض» عن وفاة أشهر طبيب أطفال في العالم الدكتور سبوك B.Spock الذي ساهم في رفع التوعية الصحية عن الأطفال لدى الآباء والأمهات والمجتمع قاطبة، فكان الدكتور سبوك على مدى جيل كامل مع الآباء والأمهات ليل نهار من خلال كتابه المرجع الكامل عن الاعتناء بالطفل بشموليته جسداً وعقلاً وروحاً.
وأنهيتُ مقالي آنذاك بقولي: «إنني في أمس الحاجة إلى دكتور سبوك مسلم عربي يقدم للآباء والأمهات مرجعاً يتناول فيه طرق الاهتمام بالرضع وتربية الأطفال في مراحل العمر المختلفة من الناحية الجسدية والعقلية والنفسية، وليضع حلولاً تنسجم مع تعاليم ديننا وتتلاءم مع بيئتنا.
فأطفال مجتمعاتنا يعانون من قلة علم الآباء والأمهات بأساليب التربية الصحيحة المؤثرة الفعالة في تنشئة الطفل وبنائه ليصبح صحيح الجسم متزن العقل سليم النفس.
وأطفالنا كتاب مفتوح لنا، حُروفه هي إشاراتنا وتعبيراتنا ونبرات أصواتنا، وكلماته هي أقوالنا، وجمله هي مواقفنا وما كتب فيها لا يمحى وسيُسحب الكتاب يوماً منا ليعود إلى أصحابه ليبقى ما كتب فيه محفوراً ما حيينا أبداً، فالطفولة فرصة لا تعوض وهي نافذتنا للمستقبل، وما يفوت منها لا يعود، وما يغلق من أبوابها ونوافذها لا يفتح، وما نغرسه اليوم سنحصده غداً شئنا أم أبينا.. وإننا نأمل أن نُحسن الغرس».
كما كتبتُ في شهر مارس لعام 1999م، مقالين بعنوان «الذكاء العاطفي» الذي يسهم بأكثر من ثمانين بالمائة في تحديد احتمالية نجاح الشخص أو فشله في الحياة العملية في حين أن الذكاء التقليدي I.Q. يسهم بعشرين في المائة فقط، وهذا النوع من الذكاء يشمل قدرة الشخص على معرفة وفهم مشاعره الخاصة والسيطرة والتحكم بها وحفز النفس على العمل وملاحظة وفهم وإدراك العواطف والمشاعر الإنسانية لدى الآخرين والقدرة على التعامل مع العلاقات الشخصية والتحكم فيها وغير ذلك كثير، وكيف أن كثيراً من الآباء والأمهات لا يدركون أن الذكاء العاطفي يتشكل ويتكون في السنوات الأولى من حياة الطفل.
وانهيت مقالي بقولي «أيها الآباء: إن أطفالكم أمانة في أعناقكم وهي أرض خصبة بين أيديكم، وما تزرعون اليوم تحصدونه أنتم ومجتمعاتكم في الغد، وانكم محاسبون عما تزرعون».
وكتبت في 9 نوفمبر 1999م، مقالاً بعنوان «برمجة الجنين» أوضحت فيه نتائج الدراسات والأبحاث التي تؤكد أن كل يوم يقضيه الجنين في بطن الأم تتشكل فيه قابلية الطفل للإصابة بالأمراض التي قد لا تظهر إلا بعد سن الأربعين، وهذه القابلية للأمراض تتشكل نتيجة ما تقوم به الأم أثناء الحمل، والتقصير في الأخذ بأسباب العناية بالأم الحامل لنفسها ولجنينها من اتباع أسلوب غذائي صحي متوازن وتفادي الأدوية الضارة والتدخين والمنبهات كالقهوة والخمور بالطبع قبل وأثناء الحمل واتباع نظام رياضي سليم ملائم للمرأة الحامل ومحاولة تفادي الظروف التي تؤدي إلى التوتر العصبي.
وكتبت عام 2000م، 7 مقالات عن الخوف والأخطاء السائدة في مجتمعاتنا العربية من خلق الخوف في قلب الطفل الصغير وإخراج جيل مريض هزيل ضعيف فاقد الثقة بالنفس. وكتبت عام 2003م، مقالاً بعنوان «اتقوا الله في رعاياكم» رويت فيه قصة أب وأم تركا أطفالهم الثلاثة الصغار في سيارة واغلقوا عليهم الأبواب لساعة كاملة، وفصلت في المقال المخاطر العظيمة لهذا العمل، وذكرت بعض الأمثلة لأطفال احترقوا داخل السيارات وهم يسيرون اليوم بوجوه وأجساد شوهتها الحروق وتساءلت آنذاك من سيدفع ثمن اهمال الوالدين؟... وكتبت عشرات المقالات الأخرى التي لا يسعني أن أفصل فيها هنا.. نعم.. غداً هو يوم الطفل العالمي.. ونعم.. هناك برامج توعية جيدة وكثير من المستشفيات بما فيها المركز الطبي الدولي ستنظم دورات مكثفة ومحاضرات. ونعم.. سيكتب آخرون كثيرون عن الطفل وحقوق الطفل، ولكني أقولها وكلي ألم وحسرة.. كتبنا ما فيه الكثير.. ودعّمنا ما كتبنا بدراسات وأبحاث وأرقام.. وطالبنا بقوانين جديدة تحمي الطفل، بل وصدرت وثيقة حقوق الطفل في الإسلام من منظمة المؤتمر الإسلامي، وإنني أترك للقارئ الكريم أن يقرأ مرة أخرى مقتطفات ما كتبت في مقالي هذا ومقالاتي السابقة وينظر مرة أخرى كم من القوانين طبقت على مدى عشر سنوات استجابة لما نادينا به وطالبنا به.. ودعمناه بالأدلة والأبحاث؟.. إننا ننادي اليوم بتطبيق قوانين حماية الطفل ضد عبث العابثين وإهمال المجتمع وتقصير الآباء والمربين، وأن نرى هذه القوانين على أرض الواقع.
لا نريده يوماً للطفل العالمي تتنافس فيه المؤسسات الصحية لإلقاء المحاضرات وإقامة المؤتمرات، ولا يوماً عابراً تُكتب عنه المقالات، وإنما نريده قانوناً نراه على أرض الواقع يحمي كل يوم من أيام الطفل، فكل يوم من أيامه إنما هي لبنات لبناء رجل وامرأة الغد وبناء للمجتمع أو هدم له.
وكتبت في شهر يوليو لعام 1997م، مقالاً بعنوان «أطفالنا أمانة في أعناقنا» تحدثت فيه عن وجوب وضع الأطفال في المقعد الخلفي وارتداء حزام الأمان الخاص بهم ووضع من هم دون الثالثة في المقعد المخصص لهم، وكيف أن ذلك قد أدى -بمشيئة الله- إلى خفض عدد القتلى من جراء حوادث السيارات في أمريكا بما يعادل عشرة آلاف وفاة في العام الواحد، وكيف أن رجال الشرطة في أمريكا وكثير من الدول الغربية يقومون بإيقاف السيارات للتأكد من سلامة وضع الأطفال وإعطاء مخالفات صارمة لمن يُخالف هذه القوانين.
كما قدمت إحصائيات من تقرير آنذاك نشر في يونيو لعام 1997م، يفيد أن حوادث السيارات تشكِّل أكثر أسباب الوفاة شيوعاً في السعودية وفقاً للتصنيف الدولي للوفيات وينتج عن حوادث المرور في السعودية وفاة شخص كل 3 ساعات، وإصابة 5 أشخاص كل ساعتين أي ما معدله 68 قتيلاً ومصاباً يومياً، بالإضافة إلى حدوث مئات العاهات المستديمة لأطفال يعيشون بها طوال حياتهم نتيجة هذه الحوادث.
وكتبت في 24 مارس لعام 1998م، مقالاً بعنوان «الطفولة فرصة لا تعوض» عن وفاة أشهر طبيب أطفال في العالم الدكتور سبوك B.Spock الذي ساهم في رفع التوعية الصحية عن الأطفال لدى الآباء والأمهات والمجتمع قاطبة، فكان الدكتور سبوك على مدى جيل كامل مع الآباء والأمهات ليل نهار من خلال كتابه المرجع الكامل عن الاعتناء بالطفل بشموليته جسداً وعقلاً وروحاً.
وأنهيتُ مقالي آنذاك بقولي: «إنني في أمس الحاجة إلى دكتور سبوك مسلم عربي يقدم للآباء والأمهات مرجعاً يتناول فيه طرق الاهتمام بالرضع وتربية الأطفال في مراحل العمر المختلفة من الناحية الجسدية والعقلية والنفسية، وليضع حلولاً تنسجم مع تعاليم ديننا وتتلاءم مع بيئتنا.
فأطفال مجتمعاتنا يعانون من قلة علم الآباء والأمهات بأساليب التربية الصحيحة المؤثرة الفعالة في تنشئة الطفل وبنائه ليصبح صحيح الجسم متزن العقل سليم النفس.
وأطفالنا كتاب مفتوح لنا، حُروفه هي إشاراتنا وتعبيراتنا ونبرات أصواتنا، وكلماته هي أقوالنا، وجمله هي مواقفنا وما كتب فيها لا يمحى وسيُسحب الكتاب يوماً منا ليعود إلى أصحابه ليبقى ما كتب فيه محفوراً ما حيينا أبداً، فالطفولة فرصة لا تعوض وهي نافذتنا للمستقبل، وما يفوت منها لا يعود، وما يغلق من أبوابها ونوافذها لا يفتح، وما نغرسه اليوم سنحصده غداً شئنا أم أبينا.. وإننا نأمل أن نُحسن الغرس».
كما كتبتُ في شهر مارس لعام 1999م، مقالين بعنوان «الذكاء العاطفي» الذي يسهم بأكثر من ثمانين بالمائة في تحديد احتمالية نجاح الشخص أو فشله في الحياة العملية في حين أن الذكاء التقليدي I.Q. يسهم بعشرين في المائة فقط، وهذا النوع من الذكاء يشمل قدرة الشخص على معرفة وفهم مشاعره الخاصة والسيطرة والتحكم بها وحفز النفس على العمل وملاحظة وفهم وإدراك العواطف والمشاعر الإنسانية لدى الآخرين والقدرة على التعامل مع العلاقات الشخصية والتحكم فيها وغير ذلك كثير، وكيف أن كثيراً من الآباء والأمهات لا يدركون أن الذكاء العاطفي يتشكل ويتكون في السنوات الأولى من حياة الطفل.
وانهيت مقالي بقولي «أيها الآباء: إن أطفالكم أمانة في أعناقكم وهي أرض خصبة بين أيديكم، وما تزرعون اليوم تحصدونه أنتم ومجتمعاتكم في الغد، وانكم محاسبون عما تزرعون».
وكتبت في 9 نوفمبر 1999م، مقالاً بعنوان «برمجة الجنين» أوضحت فيه نتائج الدراسات والأبحاث التي تؤكد أن كل يوم يقضيه الجنين في بطن الأم تتشكل فيه قابلية الطفل للإصابة بالأمراض التي قد لا تظهر إلا بعد سن الأربعين، وهذه القابلية للأمراض تتشكل نتيجة ما تقوم به الأم أثناء الحمل، والتقصير في الأخذ بأسباب العناية بالأم الحامل لنفسها ولجنينها من اتباع أسلوب غذائي صحي متوازن وتفادي الأدوية الضارة والتدخين والمنبهات كالقهوة والخمور بالطبع قبل وأثناء الحمل واتباع نظام رياضي سليم ملائم للمرأة الحامل ومحاولة تفادي الظروف التي تؤدي إلى التوتر العصبي.
وكتبت عام 2000م، 7 مقالات عن الخوف والأخطاء السائدة في مجتمعاتنا العربية من خلق الخوف في قلب الطفل الصغير وإخراج جيل مريض هزيل ضعيف فاقد الثقة بالنفس. وكتبت عام 2003م، مقالاً بعنوان «اتقوا الله في رعاياكم» رويت فيه قصة أب وأم تركا أطفالهم الثلاثة الصغار في سيارة واغلقوا عليهم الأبواب لساعة كاملة، وفصلت في المقال المخاطر العظيمة لهذا العمل، وذكرت بعض الأمثلة لأطفال احترقوا داخل السيارات وهم يسيرون اليوم بوجوه وأجساد شوهتها الحروق وتساءلت آنذاك من سيدفع ثمن اهمال الوالدين؟... وكتبت عشرات المقالات الأخرى التي لا يسعني أن أفصل فيها هنا.. نعم.. غداً هو يوم الطفل العالمي.. ونعم.. هناك برامج توعية جيدة وكثير من المستشفيات بما فيها المركز الطبي الدولي ستنظم دورات مكثفة ومحاضرات. ونعم.. سيكتب آخرون كثيرون عن الطفل وحقوق الطفل، ولكني أقولها وكلي ألم وحسرة.. كتبنا ما فيه الكثير.. ودعّمنا ما كتبنا بدراسات وأبحاث وأرقام.. وطالبنا بقوانين جديدة تحمي الطفل، بل وصدرت وثيقة حقوق الطفل في الإسلام من منظمة المؤتمر الإسلامي، وإنني أترك للقارئ الكريم أن يقرأ مرة أخرى مقتطفات ما كتبت في مقالي هذا ومقالاتي السابقة وينظر مرة أخرى كم من القوانين طبقت على مدى عشر سنوات استجابة لما نادينا به وطالبنا به.. ودعمناه بالأدلة والأبحاث؟.. إننا ننادي اليوم بتطبيق قوانين حماية الطفل ضد عبث العابثين وإهمال المجتمع وتقصير الآباء والمربين، وأن نرى هذه القوانين على أرض الواقع.
لا نريده يوماً للطفل العالمي تتنافس فيه المؤسسات الصحية لإلقاء المحاضرات وإقامة المؤتمرات، ولا يوماً عابراً تُكتب عنه المقالات، وإنما نريده قانوناً نراه على أرض الواقع يحمي كل يوم من أيام الطفل، فكل يوم من أيامه إنما هي لبنات لبناء رجل وامرأة الغد وبناء للمجتمع أو هدم له.